Dubai Teaching Conference 2024

الـمُقَدِّمَةُ:
اللهمّ لك الحمـد.. حمداً دائماً مع خلودك ، لا منتهى له دون رضاك ولا منتهى له دون مشيئتك ، حمداً يقتضي تضاعف نعمائه ، ويـمتري ترادف آلائه ، ويبلغني به رضـــاه.
اللهمّ صل على سيدنا محمد عدد حروف القرآن حرفاً حرفاً، وعدد كل حرف ألفاً ألفاً ، وعدد أوراق الأشجار ، وقطر الأمطار ، وما أظلم عليه الليل ، وأشرق عليه النهار .. صلاة أزدلف بها إلى مغفرتك... وسلم على حبيبك محمد تسليماً يحشرني في زمرة أوليائك ، ويدخلني في شفاعة نبيك ، يوم لا شفيع إلا بإذنك ....
وبعـــد ...،
فإن مهارة التحدث في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بها على وجه العموم وللناطقين بغيرها على وجه الخصوص لم تلق العناية الواجبة ، كغيرها من المهارات اللغوية الأخرى ( القراءة ، والكتابة ، الاستماع ) ، بالرغم من كونها أكثر المهارات اللغوية استخداماً ، حيث أثبت الباحثون أننا في حياتنا اليومية نمارس عملية التحدث أكثر بثلاثة أضعاف من ممارستنا للقراءة أو الكتابة.
ويهدف الباحث من هذه الصفحات القليلة إلى إلقاء الضوء على هذه المهارة ، بتعريفها وبيان علاقتها ببقية المهارات اللغوية، توضيحاً لأهميتها ، وإعلاءً من قيمتها لدى المعلم والمتعلم ، ثم ببيان واقع تعليم هذه المهارة في مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، من خلال عرض تدريس هذه المهارة في عدة كتب مشهورة ومتعارف عليها بين معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها في العالم العربي والإسلامي ، والعالم الغربي كذلك.
ثم في النهاية يقوم الباحث بعرض مقترحات وحلول عدة ، يراها أجدى وأنفع في تدريس هذه المهارة من خلال تجربته الشخصية في تدريسها للناطقين بها وللناطقين بغيرها ، طوال خبرته ذات العشرين عاماً ، أو يزيد ..ومن خلال مشروع اختبار العين في الكفاءة في اللغة العربية الذي تقوم به وحدة المتطلبات الجامعية العامة في جامعة الإمارات العربية المتحدة والتي شَرُفَ بالعمل فيها ، والذي تحول إلى اختبار رخصة المعلم الذي تقيمه الوزارة .. ومن شأن هذه الاقتراحات أن تنمي مهارة التحدث عند هؤلاء المتعلمين. والله أسأل أن يتقبل مني هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.